رسائل من الله إلى الناس

رسائل من الله إلى الناس هي آيات بينات تعتبر رسائل إلاهية أو كونية.

خاطب فيها الحق تبارك وتعالى جميع الناس على اختلاف ألوانهم وانتمائهم العرقي أو مرجعيتهم الدينية .

كما وردت هذه الرسائل إما مباشرة أو غير مباشرة، وسنبلغ لكم في هذا المقال هذه الرسائل

وأتمنى أن تصل للقاصي والداني، العربي والأعجمي.

آيات بينات

ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون

فما هي إذا الرسائل المباشرة؟ وما هي الرسائل الغير مباشرة؟

الرسائل المباشرة هي آيات بينات

الرسائل المباشرة هي في الحقيقة آيات بينات من القرآن الكريم عددها أربع عشرة آية.

بدأت هذه الآيات بجملة « يا أيها الناس » وهي نداء إلى كافة الناس من ربهم وخالقهم ومولاهم رب العالمين الواحد الأحد.

لقد قمت بتقسيمها إلى مجموعات حتى يتمكن القاريء من فهمها ، وهي على التوالي

رسائل الخلق،رسائل النعم،رسائل التوحيد، رسائل الهداية، رسائل البعث.

رسائل الخلق

قال تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

 يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةٖ مُّخَلَّقَةٖ وَغَيۡرِ مُخَلَّقَةٖ لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡۚ وَنُقِرُّ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡـٔٗاۚ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ (الآية 5 من سورة  الحج).
مراحل الخلق داخل الرحم

تناولت هذه الرسالة الأولى وهي الآية الخامسة من سورة الحج مادة الخلق وهي التراب ومراحل الخلق داخل الرحم أي حياة الجنين و مراحل الحياة بعد الخروج من الرحم وهي مراحل العمر.

وبين الحق تبارك وتعالى في هذه الآية الكريمة أوجه الشبه بين الأرض التى ترمز إلى الأنثى والسماء التي ترمز إلى الرجل.

فمن المستحيل أن تحمل المرأة إلا إذا نزل ماء الرجل في رحمها، ويستحيل أيضا أن تنبت الأرض بدون نزول الماء عليها.

وهذه الرسالة موجهه لكافة الناس ولكن خصيصا للمشككين في البعث.

قال تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

(يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا)1 النساء

في هذه الرسالة الثانية وهي الآية الأولى من سورة النساء، حث الله سبحانه وتعالى الناس على التقوى مذكرا إياهم بمراقبته لهم ولتصرفاتهم.

أما في الرسالة الثالثة وهي الآية 13 من سورة الحجرات

بين الحق تبارك وتعالى كيفية عيش الناس وذلك ضمن مجموعات كبيرة (شعوب) أو مجموعات صغيرة (قبائل).

قال تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
الحجرات: (13).

استنتاج

هذه الآيات البينات أو الرسائل والتي صنفتها ضمن مجموعة رسائل الخلق ، أتت عل كافة مراحل الخلق ثم الإمتداد الأسري (التزاوج والتكاثر) والإمتداد الجغرافي (قبائل وشعوب).

أيضا أشارت هذه الرسائل الإلهية إلى الغاية من ذلك الإختلاف وهو التواصل وهو مفهوم لا يمكن الإستغناء عنه.

التواصل هو الحاجة إلى الآخر ،حاجة الذكر للأنثى والعكس صحيح وحاجة الناس لبعضهم بعض، وذلك لتحقيق التوازن و تبادل الخبرات والمعارف والعلوم والحب والسلام.

وكانت هذه الرسائل مختصرة معبرة قصيرة ورائعة كما أنها متكونة من بضع كلمات ولكن تحمل بين طياتها معاني كونية عظيمة

(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

وفي هذه الرسائل لم يكرم الله سبحانه وتعالى الناس لجنسهم ولا لمكانتهم ولا لألوانهم ولا لأعراقهم بل فقط لتقواهم.

رسائل النعم

قال تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ)
[ فاطر: 3]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)
[ البقرة: 21-22]

رسائل النعم المذكورة هي الآيات البينات التالية (فاطر3 والبقرة21و22) أمر الله عز وجل فيها الناس جميعا أن يذكروا نعمه عليهم و التي جعلها من أجلهم وسخرها لهم كما أمرهم أيضا أن يعبدوه ولا يشركون به أحد.

رسائل الهداية

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا)
[ النساء: 174]
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
[ النساء: 170]
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)
[ يونس: 57].


تبين هذه الآيات البينات أن الهداية هي في اتباع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو

البشير والنذير والداعي إلى الله بنوره الذي هو القرآن الكريم

والموعظة والبرهان

رسائل التوحيد

قال تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)
[ الحج: 73]
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)
[ فاطر: 15].

الآية الأولى تبين ٱحتياج الإنسان إلى خالقه واصفة الناس بالفقراء والثانية هي آية ضرب الله فيها مثلا يبين فيه عجز الإنسان أمام مخلوق من مخلوقات الله وعدم القدرة عليه.

من خلال هذه الآيات البينات نلمس حاجة الإنسان الماسة إلى الخالق (الله) وعجزه أمام مخلوق صغير الحجم من مخلوقاته، وعدم قدرته على استرجاع ما سلبه منه.

رسائل البعث

هذه الرسائل تحذيرية من الغرور والانغماس في الشهوات و اتباع خطوات الشيطان العدو المبين للإنسان.

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)
[ فاطر: 5].

كما تؤكد على البعث أي الوعد الحق وهو يوم القيامة و تحذر من أهواله.

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)
[ الحج: 1].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)
[ لقمان: 33].

الرسائل الغير مباشرة

الرسائل الغير مباشرة هي أربع آيات بينات تستفتح بجملة « قل يا أيها الناس »

و »قل » هي أمر من الله سبحانه وتعالى إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

في هذه الآيات تعريف بشخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،فمن هو الرسول محمد؟ وما هي رسالته؟

الرسائل الأربعة هي (الآيات) التالية:

الآية الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)
[ الحج: 49].

الآية الثانية
( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
[ الأعراف: 158].

الآية الثالثة 
( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ)
[ يونس: 108].

الآية الرابعة
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
[ يونس: 104].

صدق الله العظيم

استنتاج

نستنتج من الرسائل الغير مباشرةالتالي؛

أن الله عز وجل كلف عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يعرف بنفسه ؛

ولكن بنص من الذكر الحكيم أي القرآن الكريم،

فهو رسول الله

وهو يؤمن بالله وكلماته،

ولايعبد من دونه أحد،

وهو نذير مبين إلى الناس كافة في أقصى بقاع الأرض وأدناها.

إلى اللقاء….

Proudly powered by WordPress | Theme: HoneyPress by SpiceThemes